03 نوفمبر 2010

لن ينصلح حال المستشفيات إﻻ إذا أضطر المسئولين للعلاج فيها

مستشفياتنا العامة فى حالة يرثى لها - فى نفس الوقت يسافر كبار مسئولى الدولة هم وأسرهم  للخارج ﻹجراء أبسط الفحصوات الطبية أو إجراء العمليات مهما كانت صغيرة أو بسيطة - وﻻ يقربون مستشفيات مصر

شيخ اﻷزهر يعود غداّ من فرنسا بعد إجراء قسطرة علاجية وتركيب دعامة - نحمد الله على شفائه
هذه العملية البسيطة تجرى عشرات المرات بنجاح كل يوم فى مستشقيات مصر - لكن إصرار المسئولين على إجراء أى عملية بالخارج - على نفقة الدولة طبعاً - هو إعتراف واضح وضوح الشمس بأنهم ﻻيثقون فى مستشفيات مصر وﻻ يأمنون على أنفسهم وعلى أوﻻدهم لو تلقوا العلاج فى مصر

طبعاً لديهم حق - فالخدمة الطبية تدهورت فى مصر بصورة مفزعة
لكن ما الحل؟

الحل يجب أن يبدأ بقرار بقانون يلزم كل مسئولى الدولة بالعلاج فى المستشفيات العامة المصرية - وليس الخاصة - فى المستشفى الذى يتبع المدينة أو القرية التى نشأ فيها المسئول - وليس فى العاصمة (إﻻ إذا كان من مواليد القاهرة)
وأن يكون ضمن قسم الوﻻء الذى يؤديه كبار رجال الدولة عند تولى المناصب العليا أن يلتزم المسئول بالعلاج هو وأسرته فى المستشفيات العامة المصرية ويوقع إقراراً يقضى بعدم السماح له أو ﻷفراد أسرته بتلقى أى علاج بالخارج - وﻻ حتى على نفقته الخاصة - إﻻ إذا لم يكن له بديل فى مصر - وذلك طوال مدة خدمته فى منصبه

وقتها فقط - سيحرص كل المسئولين على أن تكون مستشقياتنا نظيفة وخدماتها ممتازة وسيوفروا لها ميزانيات ضخمة وأجهزة على أعلى مستوى ومستلزمات طبية كاملة - وسيضطرون الى رفع أجور اﻷطباء والتمريض ويحرصون على تعيين أكفأ العناصر وأكثرها تفوقاً - وستختفى تمام الوساطة والمحسوبية فى التعيينات والترقيات
بل أنهم سيضطرون الى تقديم أقصى رعاية لكليات الطب والتمريض فى مصر - وتوفير كل اﻹمكانيات المادية واﻷكاديمية لتخريج أطباء مهرة - ورفع مرتبات أساتذة الجامعة وإستقطاب النابغين فى كل التخصصات الطبية - بل وسيعرضون على المهاجرين منهم شروط مغرية من أجل عودتهم الى مصر وخدمة المرضى فى مستشفياتنا العامة - وفى الغالب ستصبح تلك المستشفيات أفضل من المستشفيات الخاصة وستقدم خدمات طبية فائقة الجودة

ﻻ أعرف متى قد يصدر مثل هذا القرار الذى من الممكن - لو نفذ بدقة وحزم - أن يتيح للمصريين أخيراً علاجاً ﻻئقاً ﻵدميتهم - لكن الى أن يصدر - سيظل المصريين يموتون فى المستشفيات بل وحتى على الرصيف أمام أبوابها عندما ﻻ يسمحون لهم حتى بالدخول الى عنابر تفوح أصلاً رائحة الموت من جنباتها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق