04 مايو 2010

خطة غريبة لتقليص أعداد طلبة الجامعات

فى الوقت الذى تتسابق فيه جميع الدول للتوسع فى التعليم الجامعى وتخريج أجيال مثقفة ومسلحة بالعلم لتضمن لها قدم فى سباق التقدم التكنولوجى المتسارع من حولنا - يخرج علينا وزير التعليم العالى بخطط حكومية غريبة لتقليص أعداد طلبة الجامعات المصرية بنسب مخيفة - فقد صرح الوزير أن الحكومة قررت خفض أعداد الطلاب المقبولين فى أكبر ثلاث كليات فى الجامعات المصرية: التجارة والآداب والحقوق - الى 500 طالب كحد أقصى لكل دفعة فى كل كلية على مستوى جميع الجامعات الحكومية - ليس هذا فقط وإنما صرح أيضاً بأنه قد تقرر إلغاء قبول طلبة إنتساب فى كليات التجارة والآداب والحقوق بدءاً من العام القادم أيضاً.

معنى ذلك أن تلك الكليات التى يزيد عدد طلابها عن 50 الى 60 الف لكل منها - سيتقلص عدد طلابها مرة واحدة الى 500 طالب فقط - أى 1% فقط من الأعداد الحالية - ومعنى ذلك أيضاً أن تلك الكليات - التى تعود الطلاب أن تكون ملاذهم الآمن لمن لم يحصلوا على %98 او %96 - لن تصبح كذلك - وقد يصل الحد الأدنى للقبول بها الى أكثر من 90% مقتربة من كليات القمة - مايعنى أن الطلبة الحاصلين على أقل من 90% ربما لن يجدوا لهم مكاناً بدءاً من العام القادم فى الجامعات الحكومية.

الوزير لم يعطى تفسيرات واضحة لتلك القرارات الحكومية العجيبة التى تنسف آمال طلاب الثانوية العامة وتجعل السباق أشد قسوة وضراوة - لكنى لا أستبعد أن يكون السبب غير ذى صلة بمصلحة أبناءنا الطلاب من قريب أو بعيد - ولا حتى ذى علاقة بمستقبل هذا البلد وتقدمه - وإنما قد يكون مجرد توجه أمنى لتقليص أعداد طلاب الجامعات المصرية للتخلص من صداع المظاهرات الطلابية الذى يزعج الحكومة كل عام

ومن الصعب قراءة تلك القرارات الجديدة بمعزل عن قرارات أخرى إتخذتها الدولة مؤخراً - مثل إعتبار الثانوية العامة محطة تعليم نهائية يتوجه بعدها الطالب لسوق العمل - أو عملياً لسوق البطالة - ونلاحظ أيضاً أن تغيير وزراء التعليم لا يأتى بخبراء فى التعليم وإنما بأشخاص فاقدى الرؤية وليست لديهم أى خطط مستقبلية للنهوض بالأجيال القادمة - أشخاص يتمتعون بصفات ليست لها علاقة بالعملية التعليمية أصلاً

فهل تسعى الدولة لخراب هذا البلد؟ هل هدفها القضاء على أى أمل فى تقدمنا؟ تخريب التعليم وتقليص أعداد طلاب الجامعات يصعب أن نجد له مبرر آخر.

هل كل تلك القرارت تتخذ بسبب حهل و عدم دراية؟ أم إنها تخريب متعمد لاسمح الله؟
هل تلك السياسات العجيبة من مصلحة مصر أو المصريين؟ أشك..
طب ياترى من هى الدولة المستفيدة من كل تلك القرارات؟
حد يعرف ياجماعة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق