25 يناير 2018

مجاعة البطاطس ودور المسلمين فى انقاد شعب ايرلندا

مجاعة أيرلندا الكبرى أو مجاعة البطاطس الإيرلندية حدثت بين 1845م و1852م. وسببت وفاةَ مليون إنسان وهجرة مليون آخر من أيرلندا فانخفضت نسبة السكان بحوالي 20%-25% بالمئة في الجزيرة [2]، كان ثلث سكان أيرلندا يعتمد على أكلالبطاطس في التغذية بسبب الفقر، وفي أربعينيات القرن التاسع عشر أتلفت آفة زراعية تُسمى باللفحة المتأخرة محاصيل البطاطس في أنحاء أوروبا [3] وكذلك تضررت أيرلندا ولكن بشكل كبير فتفاقمت فيها الخسائر البشرية ويرجع ذلك إلى عدد من الأسباب الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تظل محل جدل تاريخي،[4][5]وفي أثناء هذه المجاعة استمر دفع الإيجارات والضرائب والتصدير، لقد غيرت هذه المجاعة المشهد السكاني والسياسيوالثقافي في أيرلندا إلى الأبد وأصبحت نقطة تاريخية فاصلة في تاريخها.[6]

وفى الولايات المتحدة نجد ان غالبية الأيرلنديين قدموا اليها بعد حدوث مجاعة البطاطس عام 1845م، حيث توفي أكثر من مليون أيرلندي نتيجة فشلهم في زراعة محصول البطاطس لسنوات عديدة.

لمزيد من الفاصيل اضغط هنا


أيام خالدة منسية

مجاعة البطاطس

يوم شكرت أيرلندا السلطان عبدالمجيد

تعرَّضَت كثير من الدول الأوروبية لعددٍ من المجاعات القاسية في العصور الوسطى، لكن كان أشدها قسوة تلك المجاعة التي ضربَت أيرلندا؛ والتي تُعرف “بمجاعة أيرلندا الكبرى” أو “مجاعة البطاطس”، فيما بين أعوام 1845 و1852م؛ وذلك لفساد المحصول الرئيس الذي يعتمد عليه أغلبيَّة الشعب الأيرلندِي في المعيشة، ألا وهو محصول البطاطا أو البطاطس.

 

وتعود أسباب هذه المجاعة في الأصل لمداومة بريطانيا التي احتلَّت أيرلندا عام 1801م على سياسة التمييز العنصري والدِّيني ضد سكَّان أيرلندا، فقد تملَّك الإنجليز الأراضي من المزارعين الأيرلنديِّين، مطالبين إيَّاهم بدفع إيجارات باهظة جرَّاء زراعتها، أو العمل تحت قبضتهم في ظلِّ اضطهادٍ ديني أوقعَته الأقليَّةُ البروتستانتية على الأكثرية الكاثوليكية بأيرلندا في القرنين السابع عشر والثامن عشر؛ حيث مُنعَ الكاثوليك الأيرلنديُّون من تملُّك الأراضي، ومن التعليم، ومن حقِّ الانتخابِ، ومن دخول البرلمان الأيرلندي آنذاك!

 

وقد ساهم هذا الوضعُ في فَقْر الطائفة العظمى من الشعب الأيرلندي، الذين أُجبروا على تصدير معظم محاصيل الذُّرة والقمح والشَّعير والشوفان إلى بريطانيا، والعمل كأُجَرَاء في مزارع المُلاَّك، وتركت فقط محاصيل البطاطس، التي كان الشعب الأيرلندي يعتبرها الموردَ الأساسي للغذاء في ظلِّ فقرهم المُدْقِع.

 

وأدَّت إصابةُ محاصيل البطاطس بآفات درنيَّة عام 1845م وعدمُ اكتراث حكومة إنجلترا بهذه الآفة – إلى تَلَف محصول البطاطس في هذا العام، وكذلك تضرُّره في الأعوام التالية للمجاعة؛ حيث إنَّ درنات الزِّراعة للسنة التالية أُخذت من محصول سنة 1845م؛ حيث أتلف هذا الفِطر أغلبَ محصول البطاطس المخزن وأدَّى لتَهرُّئه تمامًا.

 

تعمدَت بريطانيا عدم مساعدة الشعب الأيرلندي في أعوامِ المجاعة الأولى لعدم اكتراثها بالغالبيَّة العظمى مِن الشعب الذي يتكوَّن من الفقراء، ولم تعمد إلى إزالة إيجارات الأراضي باهظة الثَّمن على المزارعين؛ ممَّا أدَّى بكثير من الفلاحين الأيرلنديين لهجر الأراضي والهيام على وجوههم للبحث عن أيِّ لقمة خبزٍ لأولادهم.

 

وقد ازدادَت الأحوال سوءًا مع دخول فصل الشتاء، وعدم وجود أي غذاءٍ بديل للفلاَّحين ممَّا أدَّى لوفاة الكثير من الأطفال وكِبار السنِّ.

 

وفي ظلِّ تفاقم الأزمة عامًا بعد عام كانت تلك المجاعة قد قضَت على قرابة مليون أيرلندي من عوامِّ الشعب في الأعوام الست للمجاعة، ومن أدركه الحظُّ قام بالهجرة والسَّفر إلى الخارج، حيث تعرَّضَت كثير من قوافل الهجرة البحرية للغَرق والموت، وحدث تحوُّل ديموغرافي في أيرلندا نتيجة هذه المجاعة، حتى إنَّه بحلول سنة ١٨٥٠ كان ٢٦ في المائة من سكَّان نيويورك أيرلنديين، وقد فاقوا عدد الأيرلنديِّين الموجودين في دَبْلِن،‏ عاصمة أيرلندا.‏

 

وقد ذكر المؤرِّخ الأيرلندي “تيم بات كوغان” في كتابه “مؤامرة المجاعة” الدَّور الذي لعبَته بريطانيا في إِبادة الشعب الأيرلندي، من خلال هندسة نَقْص الغذاء التي من شأنِها في نهاية المطاف أن تُنهي حياةَ الأيرلنديين.

 

بل استخدمت إنجلترا المجاعةَ كذريعة إهمال وإساءة معامَلة للأيرلنديِّين، مدَّعية أنَّهم جلبوا الفقرَ لأنفسهم من خلال التمسُّك بالكاثوليكية.

 

وألقى الأيرلنديُّون اللَّوم على حكومةِ أغنى إمبراطوريةٍ في العالم وقتها؛ أي: الحكومة البريطانية، وردَّدوا عبارتَهم الشهيرة: “لقد أرسل الله الآفةَ الزراعية، وصنع الإنجليز المجاعةَ”.

 

 

وفي ظلِّ تخاذل إنجلترا عن نَجدة رعاياها من الشَّعب الأيرلندِي، تدخَّلَت الدولةُ العثمانيَّة وقتها – وقد كانت في أَوْج ضعفها واحتضارِها الفعلِي، ونهاية مجدها القديم – لنجدةِ فقراء الشَّعب الأيرلندي؛ حيث هالها ما توارد إليها مِن أخبارٍ عن تضوُّر الفلاحين جوعًا، وموت الكثير من الأطفال والنساء في الطُّرقات، دون أي تحرُّك فِعْلي لإنقاذِهم من هول هذه المجاعة!

 

فقد أمر السلطانُ العثماني “عبدالمجيد الأول” بالتبرُّع بعشرةِ آلاف جنيه إسترليني للفلاحين الأيرلنديين حال عِلْمه بهذه المأسَاة المفزِعة من طبيبِه، وكان حجم مساعدات الدَّولة العثمانية (المحتضرة) لأيرلندا خمسة أضعاف مساعدات جارتها بريطانيا (العظمى).

 

وعندما علمَت الملكة فيكتوريا ملكةُ بريطانيا بهذا المبلغ الضَّخم الذي تنوي الدَّولة العثمانية التبرع به، طلبَت تخفيضه إلى ألف جنيه إسترليني؛ لأنَّها هي نفسها لم تتبرَّع إلاَّ بألفَي جنيه إسترليني!

 

لكن السلطان العثماني أرسل ألفَ جنيه ومعها ثلاثة سُفن محمَّلة بالأطعمة لأيرلندا، وقد منعَت بريطانيا دخولَها لميناءَي “بلفاست” و”دبلن”، إلاَّ أنَّ الأطعمة وصلت في نهاية الأمر إلى ميناء “دروكيدا” على مَتن السُّفن العثمانيَّة، وتمَّ توزيعها على الشعب الأيرلندي وسط بقيَّة المساعدات الأخرى الوافدة.

 

وقد قام وُجهاء وشُرفاء أيرلندا بعد انتهاء هذه المجاعة بتَثْمين موقف الدَّولة العثمانية، وأرسلوا رسالةَ شكرٍ ممهورة بتوقيعاتهم يشكرون فيها السلطان “عبدالمجيد” والدَّولةَ العثمانية على هذا المعروف الكريم الذي لم تَقم به راعيتها الأكبر إنجلترا.

 

وتوجد هذه الرسالة محفوظة في الأرشيف العثماني بتركيا حتى وقتنا هذا.

 

المرجع: http://www.alukah.net/culture/0/88874/#ixzz55BJ6j000

 

https://www.youtube.com/watch?v=-IRDErSuvmA&list=PLmWyba-_G9jDw3zpNW8iROHWTFyVKXV7U&index=3

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق