27 مارس 2019

ماهي الدهون الصحية المسموحة

دائما ما رأينا الدهون على أنها “مادة خطيرة” لأنها وصفت لنا كذلك على مر السنين! حسنا هل كل الدهون مضرة ؟

كل الدهون الطبيعية صحية..وليست ضارة!.والقضاء على الدهون المتراكمة فى أجسامنا لا يمكن تحققه بطريقة صحية إلا عن طريق تناول دهون صحية. الدهون المضرة بالإنسان هى الدهون التى فقدت طبيعتها .

ونتيجة التمكن من دراسة الخلايا بشكل علمي مفصل فى الاونة الاخيرة اصبح هناك إمكانية دراسة أسباب الامراض وتشخيصها وتطورات علاجها على المستوى الخلوى (مستوى الخلايا).وبإمكانيات التكنولوجية الحديثة المطورة وبأبحاث “تقنية النانو” و “الطب الجزيئي” و “الطب الخلوي” تم دراسة كل الدهون على المستوى الخلوى واكتُشفت معلومات مهمة وصادمة فى هذا الموضوع.

الطبيعة مليئة بالدهون الطبيعية

الدهون الصحية هى :الزبدة والدهون الحيوانية الصلبة وزيت السمك “الأوميغا 3 “، و زيوت الذرة وعباد الشمس التي لم يتم التدخل بها (لم تمر بعملية حرارية) (الأوميغا 6 )، وزيوت الزيتون والبندق (الأوميغا 9).

هناك أغشية خلوية تحيط بكل الخلايا الموجودة فى أى كائن حى. الأغشية الخلوية تعمل على تنفس الخلايا وتغذيتها وحمايتها وعملها بانتظام. وتتشكل كل الأغشية الخلوية من دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 والكوليسترول واللذان يمثلان حجر البنية الاساسية لها. لو تم تناول هذه الدهون بشكل طبيعى يوميا بشكل منظم سينتظم تنفس وتغذية وعمل الخلايا وستكون النتيجة انكسار مقاومة الأنسولين واللبتين. وتظهر الدراسات العلمية المتنوعة أن هذه الدهون الصحية تكسر مقاومة الأنسولين واللبتين و تتصدى للسمنة والبدانة وبالتالى كل الأمراض الانتكاسية. ولتناول كل الدهون الطبيعية براحة دون احساس بالذنب يجب علينا التدقيق بشكل مفصل فى أنواع الدهون المتعددة. فكما نعلم فالدهون التى نستخدمها فى أطعمتنا تنقسم إلى نوعين:

الدهون الحيوانية الصلبة (المشبعة)
و الزيوت النباتية (الغير مشبعة).


(2)

المرة دي هنتكلم عن أنواع الدهون ومدى صحتهم وضررهم

يوجد نوعان للدهون

***الدهون المشبعة

الدهون المشبعة هي الدهون الصلبة التى من اصل حيوانى، والزبدة (حمض البيوتريك). وهذه الدهون ليست ضارة لو تم تناولها دون فقد طبيعتها. بل بالعكس بل هى مواد غذاء أساسية ضرورية من أجل جسم صحي. فهي حجر الأساس فى تقوية جهاز المناعة.

***الدهون الغير مشبعة:

هى دهون سائلة ذات مصدر نباتي، وتنقسم الزيوت النباتية إلى ثلاث أقسام:

1- فئة الدهون الغير مشبعة الأحادية ويندرج تحتها الدهون السائلة المفيدة كالزيوت التابعة لمجموعات الأوميغا 9 (زيت الزيتون وزيت البندق) .

2- فئة الدهون الغير مشبعة المتعددة ويندرج تحتها الاوميغا 3 (زيت السمك) والزيوت النباتية كـ الاوميجا 6 ( زيت الذرة وزيت عباد الشمس الطبيعيان).

3- الدهون المتحولة الغير مشبعة المتعددة. وهى زيوت ذات أصل نباتي لكنها فقدت طبيعتها. الدهون المتحولة هي دهون فقدت طبيعتها نتيجة عمليات اصطناعية مرت بها أو نتيجة الاستخدام بشكل خاطئ. (زيت الذرة وعباد الشمس اللذان مرا بمراحل صناعة).

هل الزيوت النباتية كزيت الصويا وزيت الكانولا وزيت القطن تندرج تحت فئة الاوميجا 6 ؟

كل الزيوت النباتية التى مرت بمراحل صناعية فقدت طبيعتها وتحتوي على أوميجا 6 ضارة. كل “المرجرين” وكل انواع الاطعمة الجاهزة فقدت طبيعتها اى أصبحت دهون متحولة تحوي دهون أوميجا 6 لانها مرت بمراحل تصنيع.
الاوميجا 6 والأوميغا 3 يندرجا تحت فئتين مختلفتين عن بعضهما كل الاختلاف. لكن كلاهما يقوم بوظيفته عن طريق استخدام نفس الإنزيم.

وفى هذا السياق الاوميجا 6 عدوانية للغاية حيث تستخدم الإنزيم اللازم ولا تعطى فرصة لـ الأوميجا 3 من الانتقال إلى غشاء الخلية وتعيقه .وهذا هو سبب ارتفاع مقدار الاوميجا 6 أكثر من الاوميجا 3 بمعدلات كبيرة فى الأغشية الخلوية لدى مرضى الأمراض الانتكاسية (أمراض المفاصل).

يحتوي زيت الكانولا النباتى الذى ينصح بتناوله لكونه صحيا 10 % اوميجا 3 و 22% اوميجا 6. يتم الحصول على زيت الكانولا من بذور تدعى “بذور اللفت” تنمو فى كندا. ويتحول الى دهون متحولة عند تحميره او اثناء اعداد الاطعمة الجاهزة ويصبح غير صحيا.

زيت الصويا وزيت القطن هى زيوت تحوى اوميجا 6. ومثلهم ككل الزيوت النباتية التى مرت بمراحل تصنيع تكرير فقدت طبيعتها بالكامل وامتلأت بالدهون المتحولة.

ويمكننا أن نؤكد الضرر البالغ للدهون المتحولة على صحتنا مرة أخرى بالشكل التالى :

– تعيق تكوين الهرمونات الطبيعية (خاصة الهرمونات الجنسية وهرمونات الضغط النفسى).
– تضعف جهاز المناعة.
– تزيد مقاومة الأنسولين.
-تعيق تكوين أنسجة جديدة.
-تسرع من زيادة الوزن، حيث ان وزن الشخص الذى يتناول دهون متحولة يكون أكثر من الشخص الذي لا يتناول دهون متحولة على الرغم من تناولهما نفس الكمية من السعرات الحرارية يوميا.

وبدلا من اتهام كل الدهون تحت ضوء الاختراعات العلمية الحديثة يجب أن نقسم الدهون إلى قسمين الدهون الضارة الغير طبيعية (الدهون المتحولة)، والدهون المفيدة.

وهذا ما سنتكلم عنه بالتفصيل المرة القادمة

الشكر الجزيل لـ “حنان أحمد” على ماتبذله من جهد في ترجمة قسم “حقيقة الدهون” من كتاب “ريجيم_قاراطاي”
Hanan Ahmed

Image may contain: food

(3)
ما هي الدهون المتحولة (الأكثر ضررا)

أكثر الدهون ضررا بصحتنا والتي تتسبب في مخاطر الأمراض التي تبدأ بالظهور فى أعمار متقدمة ،هي الدهون المتحولة.
أظهرت العديد من أبحاث الآونة الأخيرة أن الدهون التي تتسبب في السمنة ومقاومة الأنسولين واللبتين والتى هى سبب الامراض التى تظهر فى المراحل المتقدمة من العمر هي دهون نباتية متحولة تغيرت بسبب مرورها بمراحل صناعية مختلفة وفقدت طبيعتها بالكامل.

وأفاد بحث شامل فى هذا الموضوع نشر عام 1999 فى كلية الطب قسم العلوم الاساسية فى صحة الشعب فى جامعة “هارفارد” أن الدهون المتحولة أكثر ضررا من الدهون الحيوانية الصلبة. وفى العام التالى 2000 أعلنت منظمة القلب الأمريكية أن الدهون المتحولة أكثر ضررا من الدهون الحيوانية الصلبة وخاصة الزبدة (السمن البلدي) التي نخاف منها كثيرا ومن خوفنا نحاول ألا نتناولها بالمرة، وشددت على مخاطر الدهون الموجودة فى الأطعمة الجاهزة على صحتنا. ولهذه الأسباب أقر مجلس بلدية نيويورك وباريس فى عام 2006 بتوضيح كميات الدهون المتحولة على أغلفة الأطعمة الجاهزة (المعلبة) إجباريا.

لماذا وكيف تتكون الدهون المتحولة؟ وفى أي شكل يتم تناولها؟
تتكون الدهون المتحولة من دهون نباتية سائلة. كلا من زيت الذرة وزيت عباد الشمس أكثر الزيوت المستخدمة فى بلدنا (تركيا) يحتوى على دهون أوميجا 6 (دهون غير مشبعة متعددة).
دهون الأوميغا 6 هي دهون فائقة التأثر وهشه جداً. فهي تتفكك وتفقد طبيعتها بسرعة شديد. ولأن الزيوت النباتية التي تحتوي على أوميجا 6 تفسد سريعا لا تستطيع الصمود على أرفف المحلات لفترة طويلة. تقوم المصانع بتحويلها إلى زيوت مكررة (مثل المارجرين والريفيرا) على شكل دهون مشبعة أو نصف مشبعة عبر عمليات مختلفة؛ عندها تفقد بالكامل الفيتامينات الطبيعية والمعادن الصحية التى بها مع فقد الدهون الغير مشبعة المتعددة خصائصها الطبيعية.

فتصبح غير بكر أي تم التدخل بها.فقد حرموها من الفيتامينات والمعادن الطبيعية ومن دهون الأوميغا 6 الغير مشبعة المتعددة الصحية في الأصل ولكنها تفسد سريعاً.

حسنا، ما هي خصائص هذه الزيوت الغير طبيعية؟

الزيوت الغير طبيعية التي جعلوها شديدة التحمل لا تفسد سريعا. من الممكن حفظها فى المنازل أو على أرفف المحلات لفترات طويلة دون أن تكتسب طعما مرا. لهذا السبب من الممكن إنتاجها بكميات كبيرة وشرائها بالجملة وحفظها لفترات طويلة دون اى مشاكل. ويضاف الى الاطعمة الجاهزة المعدة بهذا النوع من الدهون السائلة النباتية سكر فاكهة (فركتوز) وروائح كيميائية ذكية والوان طعام متنوعة (مكسبات طعم) ومواد حافظة غير طبيعية بهدف تركيز طعمها والزيادة فى استخدامها.

صيغة الدهون المتحولة الكيميائية تشبه كثيرا صيغة البلاستيك الكيميائية. عند ترك زيت الذرة أو زيت عباد الشمس فى العراء لفترات طويلة لن تفسد لكن شاهدنا جميعا كيف تكونت طبقة بلاستيكية سميكة فى قاع الزجاجة. كذلك “المارجرين” الذي يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المتحولة لا يفسد بسهولة ولا يقع عليها أي ذباب ولا حشرات ولا ماشابه بأي شكل من الأشكال عند تركها لفترات طويلة فى العراء.

لم يبرمج أي كائن حي على تناول الدهون المتحولة التي يتم إنتاجها في المصانع (التى نتناولها عمدا أو عن جهل) بكميات كبيرة فى حياتنا المعاصرة. ولهذا فإن ما يضر بصحتنا فعلا ويزيد من وزننا ويتسبب في كل أنواع الأمراض، هي الدهون المتحولة الغير طبيعية التي تشبه البلاستيك والتى تنتج بالمصانع بعد العديد من العمليات الصناعية. ولهذا السبب زادت فى القرن الأخير وتستمر فى الزيادة الأمراض المزمنة والأمراض التنكسية.

قال د. دودلي وايت Dudley White أشهر خبراء أمراض القلب فى أمريكا: “بدأت العمل كأخصائي أمراض قلب فى عام 1921، ولم أشهد ولا حالة أزمة قلبية واحدة حتى عام 1928” فى هذه الأعوام التي لم ير فيها حالات أزمات قلبية كانت كل الناس تستخدم من الدهون الزبدة الطبيعية ودهن الحيوان وزيت الزيتون. وكانت الدهون النباتية السائلة لم تكتشف بعد ولم تأخذ مكان الزبدة زيت الزيتون فى المطبخ وعلى أرفف المحلات الصغيرة على أساس أنها أرخص وصحية. وأعلن فى منشورات علمية عدم رؤية أي حالات سرطان فى أوائل العصر الفائت (القرن العشرين).

يمكننا أن نعدد أشكال تكون الدهون المتحولة بإيجاز على النحو التالي:

*تتكون الدهون المتحولة الغير صحية عند تحويل المصانع الدهون النباتية السائلة كزيت الذرة وزيت عباد الشمس إلى دهون صلبة أو نصف صلبة أي تحويلها إلى “مارجرين”.

*تتكون الدهون المتحولة عند تكرير الدهون النباتية.

*تتكون الدهون المتحولة باكتساب الدهون النباتية طعما مرا نتيجة تركها فى العراء و تعرضها للضوء والهواء والاوكسجين لفترات طويلة.

*تتكون بمكيات كبيرة دهون متحولة عند احتراق الدهون والطعام نتيجة طهيه وتحميره على درجات حرارة عالية.

*تتكون دهون متحولة في مرحلة تصنيع أي من طعمة والأشربة.

في المرة القادمة سنتحدث عن ضرر الدهون المتحولة على أجسادنا


(4)
تحدثنا في البوست السابق عن الدهون المتحولة وكيف تتكون وفي أي شكل نتناولها

اليوم نتحدث عن: كيف تضر الدهون المتحولة التي نتناولها بشكل شائع أجسادنا؟

تضر الدهون المتحولة أجسامنا على نحوين:

1- عند دخولها لأى كائن حى فى البداية تتسبب فى زيادة الجذور الحرة للأكسجين التى تتسبب فى كل انواع الاضطرابات الخلوية والكيميائية.
2- تحتل مكانى (دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 الصحية والضرورية) فى الأغشية الخلوية. ولهذا فمن الطبيعي أنها تمنع دخول دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 التي تناولناها من دخول الأغشية الخلوية. وبهذا تعيق عمل الوظائف الطبيعية للخلايا والأغشية الخلوية.

ما هي الجذور الحرة للأكسجين؟

جذور الاوكسجين الحرة هى جزيئات ذات نقص فى بنيتها، ومليئة بالقوة والنشاط. ولأجل إنهاء النقص الموجود فى بنيتها تعمل على سرقة جزيئات من الخلايا الطبيعية الصحية الموجودة حولها بشكل دائم فتتركها ضعيفة سهلة الكسر مجردة الوقاية عرضة للأمراض. كما تُفسد أيضا الكود الجيني للخلية ( DNA ).

هل هناك أطعمة وعوامل أخرى غير الدهون المتحولة تتسبب فى تكون الجذور الحرة للاكسجين بكميات كبيرة؟

بجانب الدهون المتحولة تتسبب العديد من الأطعمة والمشروبات المصنعة والمواد الغريبة فى زيادة كميات الجذور الحرة للاوكسجين فى الكائن الحي بشكل كبير. ويمكننا أن نعدد هذه الاطعمة والعوامل التى تزيد جذور الاوكسجين الحرة على هذا النحو :

*كل أنواع السكر (حلوى الاعياد، والشيكولاتة و المحليات ..الخ).
*العسل، والدبس، والمربى والحلويات بأنواعها وخاصة سكر الفاكهة “الفركتوز”، و سكر الشاى والمحليات الصناعية. (تم توضيح أضرار السكر على الصحة بشكل مفصل فى الأجزاء السابقة).
*كل عصائر الفاكهة والمشروبات المحلاة ومشروبات الطاقة.
*الدقيق والملح وكل الأطعمة المصنعة وكل أنواع الخبز والخبز المحمص (التوست) وخبز الشطائر والبقسماط والبسكويتات.
*كل الكريمات و الصوصات المصنعة، واللحوم والأسماك المصنعة والمدخنة.
*السجائر ،ودخان السجائر وكل منتجات التبغ.
*تلوث الهواء، وكل الدخان وغبار الفحم والعوادم والضباب..والخ.
*المعادن السامة كالزئبق والرصاص والألومنيوم والكادميوم والنيكل.
*الصبغات والمواد الكيميائية التى تدخل الكائن الحي بأى شكل.
*المحيطات الكهرومغناطيسية والاشعاعات والأشعة السينية والترددات العالية التى نتعرض لها، و الموجات الصغرية (أشعة ميكروويف).الخ.

لقد قلنا إن هناك ضرر آخر للدهون المتحولة؛ هل يمكننا معرفة هذه الاضرار الان؟

الصيغة الكيميائية للدهون المتحولة تشبه للغاية الصيغة الكيميائية لدهون الأوميجا 3. فهذه الدهون المتقاربة الصيغة الكيميائية لهذا الحد يستخدما نفس الإنزيم أثناء استقرارهم فى الأغشية الخلوية. وينافسا بعضهما البعض عادة على هذا الإنزيم

ماهى الأمراض التى تسببها الدهون المتحولة؟

الامراض التى تسببها الدهون المتحولة كثيرة إلى حد ما. ويمكننا أن نعدد أهمهم على هذا النحو:
*تضعف جهاز المناعة فتسبب تكون جميع الأمراض الفيروسية والميكروبية بسهولة.
*تتسبب فى ابتداء جميع أنواع السرطانات والأمراض التنكسية لانها تزيد من جذور الاوكسجين الحرة.
*تأكسد الكوليسترول الـ LDL -الدهون ذات الكثافة المنخفضة- الموجودة فى دهون دمائنا وتحوله إلى LDL ضار.
*وتخفض من كوليسترول الـ -HDL الدهون ذات الكثافة العالية- الموجودة فى دهون دمائنا.

Hanan Ahmed ترجمة

Image may contain: text


(5)
كيف تميز الدهون الصحية؟

كما قلنا فى الأجزاء السابقة أن كل الدهون الطبيعية صحية. كلا من؛ الزبدة (التى لا تحتوى على دهون متحولة) التي “لم تفقد طبيعتها”، والدهون الحيوانية الصلبة ودهون السمك الغير المشبعة المتعددة (الأوميجا 3)، والدهون السائلة التي لم تمر بعمليات حرارية ولم يتم حرقها ولم تكتسب مرارة كزيت الذرة النيئ وزيت عباد الشمس (الاوميجا 6)، (مع الأسف الموجود في الأسواق حاليا فقد طبيعته بسبب تعرضه للحرارة أثناء الانتاج) وزيوت الزيتون والبندق الغير مشبعة الأحادية التي تم استخلاصها بالعصر فى درجات حرارة باردة (الأوميغا 9) هي دهون صحية.

تنقسم الدهون الصحية إلى عدة أقسام :
الزبدة الطبيعية (حمض البيوتريك) ذات الأصل الحيوانى، و “الليه”؛ وهما لا يفسدان بسهولة ويتحملا الحرارة المرتفعة.
الأوميجا 3 الموجودة بدهون السمك وهي تفسد سريعا.
أوميجا 6 الموجودة بكلا من زيت الذرة وزيت عباد الشمس اللذان لم يفقدا طبيعتهما. وهي تفسد وتتحول إلى دهون متحولة سريعا عند تركها في العراء أو عند تعرضها للتسخين.
الأوميغا 9 الموجودة فى زيت الزيتون وزيت البندق (حمض الاوليك)، وهي لاتفسد سريعا وتصمد أمام الحرارة.

-لا يتم انتاج كلا من دهون الأوميجا 3 ودهون الأوميجا 6 التي هي دهون غير مشبعة متعددة فى جسم الانسان. لهذا فهي تسمى بالدهون الجوهرية (الأساسية). ويجب تناولها عن طريق الاطعمة او عن طريق الدعم الدوائي.
-ينتج جسم الإنسان وفقا لاحتياجه حمض الأوليك الذى يطلق عليه الأوميغا 9 .
لهذا فإن حمض الأوليك (أوميغا 9) الموجود بزيت الزيتون وزيت البندق ليست من الدهون الأساسية.

ماهي وظائف دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 الموجودة في الأغشية الخلوية؟
تكون دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 البنية الاساسية لكل الاغشية الخلوية. وظائفهم الأساسية إنتاج مواد كيميائية تشبه الهرمونات وتسمى “بروستاجلاندين” وهي لازمة لحياة كل كائن حي؛ ويعملان فى انسجام وتوافق مع بعضهما البعض فى الأغشية الخلوية .
أو بمعنى آخر المادة الأساسية والرئيسية فى البروستاغلاندين هي دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 اللذان يعملان سويا فى الأغشية الخلوية

في الجزء القادم بإذن الله سنتحدث عن ماهية البروستاجلادين وفوائدها وأضرارها


(6)
ماهي وظائف دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 الموجودة في الأغشية الخلوية؟

تكون دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 البنية الاساسية لكل الاغشية الخلوية. وظائفهم الأساسية إنتاج مواد كيميائية تشبه الهرمونات وتسمى “بروستاجلاندين” وهي لازمة لحياة كل كائن حي؛ ويعملان فى انسجام وتوافق مع بعضهما البعض فى الأغشية الخلوية .
أو بمعنى آخر المادة الأساسية والرئيسية فى البروستاغلاندين هي دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 اللذان يعملان سويا فى الأغشية الخلوية.

ماهى أهمية البروستاجلاندين التي تشبه الهرمونات؟

يتم إنتاج البروستاجلاندين التي تشبه الهرمونات موضعيا وتُستهلك موضعيا فى الأغشية الخلوية. وهي ذات عمر قصير. بعد إنتاجها بفترة قصيرة تنهار في المكان الذي أنتجت فيه. لهذا السبب هى لا تنتقل إلى الدم كالهرمونات الأخرى ولا تتواجد لفترات طويلة فى الدورة الدموية.

وبشكل عام تنقسم البروستاغلاندين إلى قسمين؛ مفيدة وضارة:
1- تسمى البروستاجلاندين المفيدة PGE1 و PGE3
2- تسمى البروستاجلاندين الضارة PGE2 .

ماهى فوائد بروستاغلاندين الفئة الاولى ال PGEl و PGE3 ؟
للـ PGEl و PGE3 فوائد لا حصر لها على صحتنا وأهمهم:

– تعمل على سيولة دمائنا و تمنع تجلطه.
– تضبط ضغط الدم.
– تعمل على التناسل والتكاثر بشكل صحي.
– تزيد من مقاومة أجسادنا للألم والحرارة والإصابات.
– تحول دون التهاب الخلايا الحية بشكل عام. وتحارب للقضاء على الالتهابات العامة الناجمة موضعيا والتخلص منها.
– تحارب جميع أنواع ردود الفعل التحسسية (نوع من أنواع الالتهاب).
– تزيد من قوة جهازنا المناعي وبالتالي تزيد مقاومة خلايانا للفيروسات والبكتيريا. وفى نفس الوقت تقتل الفيروسات الموجودة.
– تؤمن لنا نوماً عميقاً مريحاً.
– تزيد من التركيز وتقوي الذاكرة. تتصدى للاكتئاب والنسيان (الخرف) ومرض الزهايمر.
– تنظم ضربات القلب وتعيق الموت الفجائى.
– تعمل على لمعان وقوة الجلد والشعر والأظافر.
– تحول دون فرط الحركة واضطراب التركيز لدى الأطفال.
– تمنع أمراض التهاب الأمعاء المزمنة.
– تمنع انكماش الأوردة والشرايين. ونتيجة لهذا تكون منعت تصلب الشرايين والضغط المرتفع وانسداد الشرايين (والأزمات القلبية، والشلل أى السكتة وانسداد شرايين الساقين).

باختصار تحمل بروستاجلاندين الـ PGE1 و PGE3 أهميات حيوية لكلا من؛ جهاز المناعة، والجهاز الدوري، والجهاز التنفسي، والجهاز التناسلي، والجهاز الهضمى من أجل أداء وظائفها الطبيعية. فهذه البروستاجلاندين تسيطر على الالتهابات العامة، والموضوعية، و الحادة، والمزمنة؛ وتسيطر أيضا على تكاثر وانتشار الخلايا وتضخم الورم وجميع ردود الفعل التحسسية.

ماهي أضرار بروستاغلاندين الفئة الثانية ال PGE2؟

تتسبب بروستاغلاندين ال PGE2 بشكل عام في الامرض المزمنة والتنكسية التى تظهر فى الاعمار المتقدمة بتنشيطها للالتهابات فى الخلايا الحية.
تزيد من تجلط الدم.
تتسبب فى انكماش الشرايين. وبهذا تتسبب فى تصلب الشرايين والضغط المرتفع وانسداد الشرايين (الأزمات القلبية والشلل أى السكتة وانسداد شرايين الساقين).

كيف يحدث أن يتواجد كلا من البروستاغلاندين المانعة والمعالجة للأمراض التنكسية، والبروستاجلاندين المسببة للالتهابات أى المفعلة للأمراض التنكسية فى الأغشية الخلوية معا فى آن واحد؟

فى الظروف الطبيعية والعادية نتيجة عدة وحدات كيميائية وبمساعدة بعض الأنزيمات الهامة يُنتج من دهون الأوميجا 6 مضادات الالتهابات البروستاغلاندين الـ ‘PGE1’ ومن دهون الاوميجا 3 أيضا مضادات الالتهابات البروستاغلاندين الـ ‘PGE3’ فى الأغشية الخلوية.

أما بروستاغلاندين الـ PGE2 التى تسبب الالتهابات فهي تنشأ نتيجة تشوه دهون الاوميجا 6 بتأثير من الدهون المتحولة والجذور الحرة للاوكسجين التى ظهرت بكمية كبيرة. فبروستاغلاندين الـ PGE2 هى من تتسبب في بدء الالتهابات فى الأغشية الخلوية بشكل عام. بمعنى آخر فان السبب الأساسي في ظهور الأمراض التنكسية المزمنة هو تكون بروستاغلاندين الـ PGE2 بكميات كبيرة.

كيف تتكون بروستاغلاندين الـ PGE2 التي تتسبب في الأمراض المزمنة والتنكسية عن طريق تفعيل الالتهابات؟

قد وضحنا ان بروستاغلاندين الـ PGE2 تتكون من دهون الأوميجا 6 (زيت الذرة، وزيت عباد الشمس) فى الأغشية الخلوية بعدة خطوات كيميائية وبمساعدة بعض الانزيمات .
ففى أثناء إنتاج بروستاغلاندين الـ PGE2 من دهون الأوميجا 6 الفاسدة خلال العملية تظهر دهون مشوهة تسمى “حمض الأراكيدونيك” بكميات كبيرة . ونتيجة لدخول دهون متحولة ومواد كثيرة ضارة من التى تزيد الجذور الحرة للاوكسجين إلى الخلايا، يتم انتاج “حمض الأراكيدونيك” الضار بالصحة بكميات كبيرة.
وتكوين “حمض الأراكيدونيك” بكميات كبيرة يزيد من إنتاج بروستاغلاندين الـ PGE2 بشكل كبير جدا .
ونتيجة ظهور بروستاغلاندين الـ PGE2 التي تتسبب في بدء الالتهابات فى الكتلة العضوية تحدث الالتهابات الغير جرثومية فى كل الخلايا وكل الأغشية الخلوية دون أن ندرك. وتبدأ بشكل عام حرب ذات وتيرة منخفضة فى كل الخلايا الحية. تعمل هذه الحرب ذات الوتيرة المنخفضة على تدمير الخلايا الموجودة بأجسامنا تماما مثل المنظمات السرية، حتى فترة ظهورها بشكل علني وتعد بيئة مناسبة للأمراض المزمنة التى تظهر فى الأعمار المتقدمة.

وهكذا فإن سبب اكتساب المزيد من الكيلوات والسمنة والأمراض المزمنة والأمراض التنكسية التى تظهر فى الأعمار المتقدمة هو هذه الحرب الماكرة ذات الوتيرة المنخفضة المستمرة منذ سنوات. وعلى عكس المتعارف عليه فليس أحد من تلك الأمراض وراثى. الا انها يمكن ان تكون عائلية.. حيث أن شكل الحياة وعادات التغذية لا تكون مختلفة كثيرا بين أفراد العائلة الواحدة. فسيستمر الأطفال بنفس شكل وأسلوب التغذية الذى اتبعه آبائهم وأمهاتهم. فعندما يترك أفراد العائلة الواحدة العادات التى اعتادوا عليها سيحدوا من ظهور الأمراض.

No photo description available.


(7)

هل أمراض القلب والضغط المرتفع والسكري أمراض وراثية؟

لا. فهذه الأمراض ليست وراثية.
عند ولادة أي طفل يكون فى جسمه من 35.000-40.000 جين. ويكون معظم هذه الجينات خاملة. ولا تنشط تلك الجينات الخاملة إلا عند تنبيها بمؤثر خارجي. ويحدث هذا التنبيه نتيجة تأثيرات عوامل بيئية كشكل الحياة وأسلوب التغذية وما وضحناه فى الأجزاء السابقة. لهذا فإن اتبعنا حياة صحية وتغذية صحية سيكون من غير الممكن أن تستيقظ الجينات المسببة للأمراض. بل وستعود الجينات التي أُيقظت للخمول مرة أخرى وتستمر فى الخمول والنوم.

فلهذا فان جميع الأمراض التنكسية التي تظهر فى الأعمار المتقدمة هي أمراض يمكن الحد منها. ومنعها يكون بأيدينا وليست وراثية.

وكما قلنا فى البداية؛ بتطبيق اقتراحات رجيم قاراطاى يمكن منع تلك الأمراض والقضاء عليها. فإذا لم نوقظ الثعبان الخبيث سنحافظ على صحتنا ولن نمرض. وهدف رجيم قاراطاي هو ترسيخ هذا الفكر واعتماده كأسلوب حياة. وبتطبيق هذه المقترحات المعتمدة على الرجوع إلى الطبيعة بشكل كامل يتم فقد الكثير من الوزن (الدهون المخزنة) ولن يتم اكتساب وزن مرة أخرى. بإمكاننا أيضاً منع الأمراض التنكسية المعروفة بأمراض الشيخوخة والتي تظهر فى الأعمار المتقدمة بالمداومة على النشاط البدني بشكل كافى ومنظم وبالتغذية السليمة عن طريق تناول الدهون والكربوهيدرات والبروتينات الصحية.

No photo description available.


(8)

بناء على ماذكرناه من قبل بخصوص الدهون.. هل فى هذا الوضع تكون الزبدة والدهون الحيوانية صحية؟.. اى هل يمكننا تناول هذه الدهون دون قلق؟

نعم، كل الدهون صحية عدا الدهون المتحولة. فيجب تناول الدهون الأساسية والطبيعية أى الدهون الحيوانية الصلبة والزبدة مع الأطعمة. أيضاً يجب تناول دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 التي هي دهون أساسية بشكل يومى من مصادر طبيعية.

من المهم توفر كلا من دهون الاوميجا 3 والاوميجا 6 سويا فى الأغشية الخلوية بمعدلات معينة. لأنه عند عدم تواجد هذه الدهون بمعدلات معينة سيكون من غير الممكن عمل الأغشية الخلوية بشكل طبيعي.

ونستنتج من هذا أن كل الدهون ليست ضارة بصحتنا على عكس ما علموه لنا حتى يومنا هذا. فكما تتسبب بعض الدهون في ظهور أمراض تتسبب في وفاة الانسان؛ فبعض الدهون أيضا ضرورية من أجل حياة صحية.

منذ عقود وكل الدهون توضع معا فى سلة واحدة وتقيم جميعا معا وكأنهم شئ واحد. ودائما ما تم سرد أسطورة “أن كل الدهون تتسبب في زيادة الوزن وكلها ضارة بالصحة بنفس الدرجة”. لهذا حاولنا أن لا نستخدم ولو قطرة من الدهون؛ حتى أننا كنا نشعر بالذنب إن تناولنا طعام به دهون حتى وإن كانت كميتها قليلة؛ ورغم كل هذا لم نستطع فقدان الوزن. لم نكن نعلم ولم نكن نفهم أننا حرمنا أنفسنا من الدهون الصحية الأساسية والضرورية لجسدنا ولم نستطع أن نتخلص من فائض الوزن بل ازداد وزننا شيئا فشيئا.

في القرن الفائت ظهرت زيادة كبيرة فى كل أنواع الأمراض التنكسية بما فيها السمنة والسرطان وأصبحت مشكلة صحية شائعة بين الشعوب فى العالم أجمع.

لهذا ومن أجل الحصول على جسم صحي وقوي يجب تناول الدهون الصحية التي تحد من تطور مقاومة الأنسولين واللبتين، والتى تساعد على عدم اكتساب المزيد من الوزن وتمنع ظهور الأمراض التنكسية والشيخوخة، و التى أيضاً تقوى جهاز المناعة

Image may contain: food

[text_block id=22829 description=”نظام قاراطاى”]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق