18 أبريل 2010

مهزلة التوقيت الصيفى

يعتبر التوقيت الصيفى دليل واضح على التخلف العقلى لحكومة مصر الذكية - ونموذج لغباء الإدارة المصرية
فمصر أرادت أن تقلد الدول الأوروبية فى شيئ لايتناسب مطلقاً مع طبيعة البيئة المصرية.
دول أوروبا ذات البرد القارص قررت بعد الحرب العالمية الأولى - التى تركت الأوضاع الإقتصادية فى ظروف صعبة - أن تتبع التوقيت الصيفى للإقلال من إستهلاك الكهرباء فى الإضاءة - لأن الظلام يحل فى شتاء أوروبا فى الخامسة بعد الظهر - وتقديم الساعة يعنى أن يحل الظلام فى السادسة - وبالتالى تكون المصانع أغلقت فى الخامسة دون أن تضطر لإضاءة المصابيح الكهربائية - هذا الوضع ليس له وجود فى مصر - فالظلام يحل فى متأخراً أصلاً ولا نحتاج لتغيير الساعة إطلاقاً - والدول الأوروبية نفسها لغت هذا النظام - بعد أن إنتشر الطيران فى التنقلات الداخلية والخارجية وأصبح تغيير التوقيت مربكاً للمسافرين والمطارات - أما نحن فى مصر فلا زلنا على تخلفنا وجهلنا - ويبدو أن المسئولين لا يلتفتون لهذه الأمور الصغيرة ويركزون فقط فى عمليات بيع القطاع العام بأقل من عشر ثمنه والله وحده أعلم بالصفقات التى تتم سراً لكى يوقع أولئك المسئولون على تلك العقود التى تغتصب حق المصريين فى بلدهم ومصانعهم وأرضهم وتشرد عمالهم فى الشوارع

لقد أصبح أمر مثير للضحك - بعد أن أصبح رمضان ييهل علينا فى الصيف الآن - أن تقرر الحكومة البدء فى التوقيت الصيفى فى آخر إبريل - ثم تعود فتلغيه فى أغسطس مع بدء شهر رمضان - وقد تقرر إعادته فى سبتمبر قبل أن يبدأ التوقيت الشتوى فى أكتوبر!!! - هذا الهزل ولعب العيال لايليق بدولة عريقة مثل مصر - وإنما هو دليل على أن مصر وقعت تحت قبضة مجموعة من الأغبياء يحكمونها بعقلية أطفال

طبعاً عاجلاً أو آجلاً سيتم إلغاء التوقيت الصيفى المضحك - لكن هذا لايكفى - يجب أن تضاف مادة فى الدستور تحظر أن تتلاعب أى حكومة فى المستقبل بالتوقيت الطبيعى وتجرم مجرد التفكير فى تعديله أو الإقتراب منه - حتى نحمى أنفسنا فى المستقبل من عبث أى حكومة تأتى ويتصادف أن تكون متمتعة بنفس مستوى الغباء الحالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق