دكتور طارق كامل معروف بتحيزه الشديد للمصرية للإتصالات - ورغبته العارمة فى تحقيق أقصى مكاسب ممكنة للشركة - بدون أدنى إعتبار لمصلحة المواطن المصرى
الوزير - الذى يفترض أن يحمى مصالح المواطنين المصريين وليس فقط المواطنين المصر إتصالاتيين - نعرف كلنا كيف فرض على كل شركة محمول تعاقدت الوزارة معها شرطاَ عجيبا وهو ألا تقوم بتخفيض تعريفة مكالماتها إلا إذا وافقت الوزارة على ذلك التخفيض - وهو أمر يثبت مائة فى المائة أنه ضد مصالحنا كمواطنين مصريين - بينما أمانته الوظيفية كوزير للشعب كانت تفرض عليه أن يحارب لكى يرفع العبء عن كاهلنا ويفاوض تلك الشركات لكسب مزيد من التخفيضات والمزايا والشروط التعاقدية التى تصب فى مصلحة المواطن المصرى - وليس فقط المواطن المصر-إتصالاتى
.
لكن الوزير تخطى كل الحدود أمس وأعلن عن فكرة خبيثة جداً تحقق - كما عودنا دائما - أقصى مكاسب ممكنه للمصرية للإتصالات - لكن هذه المرة المكسب سيعتمد على خداع الجمهور وإستغفالهم
فقد أعلن أمس أن المصرية للإتصالات خفضت من اليوم وحتى آخر نوفمبر (أى حوالى 45 يوم فقط) تعريفة مكالمات المحافظات لتصبح 3 قروش للدقيقة مثلها مثل المكالمات المحلية - وأن على الراغبين فى الإستفادة من الفرصة أن يبادروا بالإتصال برقم 111 والإشتراك فورا دون الحاجة للذهاب الى السنترال
.
إلى هنا والأمر يبدو وكأن الوزير هذه المرة قد شذ عن قاعدته الذهبية وقرر فجأة أن يعمل شيئ لمصلحة المواطن المصرى - صعب قوى حد يشوفها غير كدة - صح؟
غلط - اللغز والخدعة تظهر بين السطور - كما يقولون الشيطان يكمن فى التفاصيل - فإذن اليكم التفاصيل
عندما تطلب أن تشترك فى الزيرو ماعليك سوى الإتصال ب111 وينفذوا طلبك فورا دون أن تغادر منزلك
أما عندما يأتى الوقت الذى ترغب فيه فى إلغاء الزيرو - فستفاجأ بأن نفس الموظف اللى فى 111 يقول لك إن هذا غير ممكن تنفيذه عن طريق التليفون وأن عليك أن تتوجه للسنترال لتقديم طلب بالحصول على رقم سرى - ثم تذهب لهم مرة أخرى لإستلام رقمك السرى - ثم تتصل بموظف 111 لينفذ لك طلبك - أو أن تتقدم بالطلب بنفسك لموظفى السنترال الذى تتبعه - وحتى بعد كل تلك الإجراءات - التى يأمل سيادة الوزير أن كثيرين منا لن يكون لديهم الوقت للقيام بها - فلن يتم إلغاء الزيرو إلا فى الفاتورة القادمة
.
مشكلتنا فى مصر أن أغلبنا لايدرك أن تحقيق نجاحات ومكاسب مستمرة لايمكن أن يأتى أبدا بأساليب ملتوية أوخداعية - وإنما التاجر أو الرأسمالى أو الإقتصادى الشاطر هو من يهتم بأن تكون كل قراراته نابعة من حب فعل الخير لزبائنه - إنها القاعدة الذهبية التى حققت لمن إتبعوها أقصى مكاسب ونجاحات
لقد نجح السيد الوزير فى خلق عداوة بين المصريين وبين المصرية للإتصالات
ليت الوزير الفاضل يتعلم من شركة مثل جوجل - التى رفعت منذ إنشائها شعار جميل
"don't do evil"
فأصبحت أكبر شركة إنترنت فى العالم - تعطينا كل ماهو مفيد بدون مقابل - كل خدماتها تقريبا مجانية للمستخدم العادى مثلى ومثلك - بأعلى مستوى جودة لايضاهيها فيه أحد - ومع ذلك تحقق مكاسب تفوق الخيال
بينما من يخدع زبائنه لن يجد أحدا منهم حوله فى أول فرصة يمكنهم فيها الفكاك منه والإستغناء عن خدماته
ولعل هذا هو السبب الحقيقى لرفض السيد الوزير أن يسمح لشركة أخرى أن تقدم خدمات التليفون الأرضى
.
الله يرحمك ياعبد الناصر - أيام ماكانت مؤسسات الدولة هى الحصن الذى يحتمى فيه الغلابة من جشع التجار - دلوقتى العكس هو الصحيح - ولا حول ولا فوة إلا بالله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق