دأبت جماعة اﻹخوان المسلمين على اﻹنفراد بقراراتها وفق مصالحها الخاصة - حتى لو كانت تلك القرارات فيها خروج على اﻹجماع الشعبى والمصلحة العامة للبلاد - الشواهد على ذلك كثيرة على مر السنين - وآخر تلك الشواهد مايتعلق بإنتخابات مجلس الشعب 2010 - فبعد مابدا أنه تحالف وثيق بين القوى الوطنية التى إلتفت حول الدكتور محمد البرادعى واﻹجماع على مقاطعة إنتخابات إجمع المحللون السياسيون على أنها ستكون اﻷسوأ فى تاريخ مصر - فوجئ المصريون بخروج الجماعة بقرار منفرد بالمشاركة - وهم يعلمون أن قرارهم سيضفى شرعية على إنتخابات مسرحية عبثية من تأليف الحزب الوطنى وإخراج وزارة الداخلية - إرتضى رجال اﻹخوان أن يشاركوا فى ديكور المسرحية - آملين فى أنهم ربما ينالوا الرضا ويوكل الى بعضهم بعض اﻷدوار فى الكومبارس
لكن يبدو أنهم لن ينالوا شيئاً - ﻻ دور فى الكومبارس وﻻ حتى فى جموع الجماهير - فغباء الجماعة السياسى لم يسعفهم فى إدراك أن المؤلف هذه المرة لم يضع لهم أى دور فى المسرحية أصلاً - وحتى على فرض أنهم رأوا فى المنام بعضهم فى المجلس الجديد - فقل لى بالله عليك: هل تمكن 88 عضو إخوانى من تغيير شئ واحد تحت قبة البرلمان طوال الخمسة أعوام السابقة؟
ﻻ أفهم كيف تفكر تلك الجماعة - لكن من الواضح أنها خسرت تأييد المصريين - والناس تنظر إليهم اﻵن كجماعة خائنة للأمة ﻻ تحترم اﻹجماع الشعبى وﻻ تعيره إلتفاتاً - تتبع فقط نظرتها الضيقة لمصالحها الخاصة الغير واضحة المعالم والتى يبدو أن فيها الكثير من التخبط وعدم النضج السياسى
اﻹخوان المسلمون سقطوا فى إمتحان الشورى واليموقراطية التى يتشدقون بها - وظهر وجههم الحقيقى: ديكتاتورية إتخاذ القرارات والمواقف - وعدم اﻹكتراث بمصلحة اﻷمة
كيف إذن نثق فى أن تلك الجماعة لو وصلت فى يوم ما الى سدة الحكم ستراعى مبدأ الشورى والديوقراطية؟
سيكون من دواعى سرورى أن تقبض الداخلية على مرشحى اﻹخوان وتلقى بهم فى السجون - وسيسعدنى أكثر عدم اﻹفراج عنهم - لعل ذلك يلقن الجماعة درس قاسى - وإن كانوا لم يتعلموا من الدروس السابقة
ربما لو تم القبض على قياداتهم بما فيهم مرشدهم العام وسجنهم كلهم - ربما تحدث وقتها المعجزة ويستوعبوا الدرس
وسواءاً إستوعبوا الدرس أو لم يستوعبوه - فالمهم هو أﻻ ننسى نحن مواطنى هذا الشعب ماعلمناه عن المواقف الوطنية الفاسدة لتلك الجماعة - فهم ﻻ يتبعون وﻻيطبقون وﻻيقررون إﻻ مايرونه هم فقط - وهذا هو التعريف الحرفى للديكتاتورية - وعلينا أن نحرص على أﻻ يقتربوا من حكم مصر أبداً فى أى يوم من اﻷيام
جماعة اﻹخوان أساءت للإسلام كما لم يسئ اليه أحد - وهى تمثل صورة خاطئة عن الدين وتشوه صورته أمام العالم - إرتضوا ﻷنفسهم أن يهادنوا الظلم و يتحالفوا مع الظالم على المظلوم - وليعلموا أنهم عندما يأتى الوقت لسحقهم ممن تحالفوا معه - لن يجدوا أحد يذرف عليهم دمعة واحدة
اﻹسلام - وليس اﻹخوان - هو الحل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق