كان المشهد غريباً ومثيراً للدهشة - عندما نقارن بين الإقبال الهائل على التصويت فى المرحلة الأولى لإنتخابات مجلس الشعب - وبين خلو لجان التصويت على عروشها فى جولة الإعادة
فى الإعادة كان موظفى اللجان أكثر بكثير من الناخبين أنفسهم !
عندما ذهبت فى الإعادة لم يكن فى اللجنة أى ناخب آخر غيرى !
هذا أمر أثار دهشتى وحيرتى - لماذا بعد أن كان الإقبال كثيفاً فى أول المرحلة وأشادت بنا دول العالم - إذا بالناس تبقى فى بيوتها ولا يذهبون لأى من يومى الإعادة ؟
ثم فجأة تبادر الى ذهنى سبب خبيث - أيكون السبب أن معظم الناس ذهبوا فى الأول خوفاً فقط من غرامة ال500 جنيه ؟ وبالتالى لم يذهبوا فى الإعادة طالما ضمنوا أن الغرامة لن تطبق عليهم ماداموا قد ذهبوا من قبل ؟
فى الحقيقة لقد قلت فى نفسى: لأ مش معقول - الشعب المصرى أكثر نضجاً ووعياً من ذلك
لكن ما أكد شكوكى ما أذيع فى التليفزيون من أن موظفة خدمة دليل التليفون 140 قالت أنهم تلقوا مكالمات كثيرة فى ذلك اليوم - وكان معظم الناس لا يسألون عن مكان لجانهم بل يسألون عما إذا كانت هناك غرامة أخرى لعدم الذهاب فى الإعادة - وعندما يجدوا الإجابة بالنفى يشكروا الموظفة وينهون المكالمة دون الإستفسار عن مكان لجنتهم أو رقمها !
إذن تأكدت شكوكى ..
على عكس مايظن العالم - للأسف الشديد - نحن شعب.. ماذا أقول
أنا محرج من كتابة اللفظ - ولا أجد تعبير آخر عن هذا الموقف المخزى بكل معنى الكلمة
طبعاً لكل قاعدة إستثناء - هناك آلاف أو عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من المصريين الرائعين - ربما هؤلاء هم من أشعلوا الشرارة الأولى للثورة - بالتأكيد هم طليعة الثورة الذين ضحوا بحياتهم وعيونهم ونزلوا ميدان التحرير طلباً للشهادة بكل شجاعة وإقدام وتفانى فى حب مصر - هم من مازالوا يواصلون التظاهر والإعتصام ويصرخون إحتجاجاً على ديكتاتورية المجلس العسكرى وقيادته للثورة المضادة وتوظيف كل إمكانياته وقواه وصلاحياته لدهس الثورة والثوار
أما باقى الشعب - فما حدث من مفارقة لا تخطئها العين بين الجولة الأولى وبين الإعادة لا يترك مجالاً للشك فى أننا فى الأغلب الأعم شعب غير واعى - مازلنا فى أغلبنا جهلاء ولا نعرف الف باء الديموقراطية - حتى الثورات لا توقظنا من نومنا فى العسل - لا شئ يحركنا للأسف سوى الخوف من غرامة مالية
الجولة الأول لم تحسم سوى 4 مقاعد فقط - وبقى 54 مقعد للإعادة
بقاء الناس فى بيوتهم بالتأكيد سيمكن الفلول من الفوز - فهم من يملكون النفوذ والإتصالات والمال لشراء الأصوات وحشد أنصارهم بالآلاف فى السيارات - وبعدم ذهابنا يترك لهم الساحة - إننا بذلك أعطيناهم فرص ذهبية للعودة لمجلس الشعب وإفساد حياتنا مرة أخرى
هل بعد ذلك يحق للمواطن الغلبان أن يشكو من الفقر والمرض ؟ كيف وقد جاءته الفرصة بين يديه ثم تقاعس وبقى فى بيته ؟
ماذا تقول عن شعب ينزل لينتخب فقط خوفاً من الغرامة المالية ؟
فى الإعادة كان موظفى اللجان أكثر بكثير من الناخبين أنفسهم !
عندما ذهبت فى الإعادة لم يكن فى اللجنة أى ناخب آخر غيرى !
هذا أمر أثار دهشتى وحيرتى - لماذا بعد أن كان الإقبال كثيفاً فى أول المرحلة وأشادت بنا دول العالم - إذا بالناس تبقى فى بيوتها ولا يذهبون لأى من يومى الإعادة ؟
ثم فجأة تبادر الى ذهنى سبب خبيث - أيكون السبب أن معظم الناس ذهبوا فى الأول خوفاً فقط من غرامة ال500 جنيه ؟ وبالتالى لم يذهبوا فى الإعادة طالما ضمنوا أن الغرامة لن تطبق عليهم ماداموا قد ذهبوا من قبل ؟
فى الحقيقة لقد قلت فى نفسى: لأ مش معقول - الشعب المصرى أكثر نضجاً ووعياً من ذلك
لكن ما أكد شكوكى ما أذيع فى التليفزيون من أن موظفة خدمة دليل التليفون 140 قالت أنهم تلقوا مكالمات كثيرة فى ذلك اليوم - وكان معظم الناس لا يسألون عن مكان لجانهم بل يسألون عما إذا كانت هناك غرامة أخرى لعدم الذهاب فى الإعادة - وعندما يجدوا الإجابة بالنفى يشكروا الموظفة وينهون المكالمة دون الإستفسار عن مكان لجنتهم أو رقمها !
إذن تأكدت شكوكى ..
على عكس مايظن العالم - للأسف الشديد - نحن شعب.. ماذا أقول
أنا محرج من كتابة اللفظ - ولا أجد تعبير آخر عن هذا الموقف المخزى بكل معنى الكلمة
طبعاً لكل قاعدة إستثناء - هناك آلاف أو عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من المصريين الرائعين - ربما هؤلاء هم من أشعلوا الشرارة الأولى للثورة - بالتأكيد هم طليعة الثورة الذين ضحوا بحياتهم وعيونهم ونزلوا ميدان التحرير طلباً للشهادة بكل شجاعة وإقدام وتفانى فى حب مصر - هم من مازالوا يواصلون التظاهر والإعتصام ويصرخون إحتجاجاً على ديكتاتورية المجلس العسكرى وقيادته للثورة المضادة وتوظيف كل إمكانياته وقواه وصلاحياته لدهس الثورة والثوار
أما باقى الشعب - فما حدث من مفارقة لا تخطئها العين بين الجولة الأولى وبين الإعادة لا يترك مجالاً للشك فى أننا فى الأغلب الأعم شعب غير واعى - مازلنا فى أغلبنا جهلاء ولا نعرف الف باء الديموقراطية - حتى الثورات لا توقظنا من نومنا فى العسل - لا شئ يحركنا للأسف سوى الخوف من غرامة مالية
الجولة الأول لم تحسم سوى 4 مقاعد فقط - وبقى 54 مقعد للإعادة
بقاء الناس فى بيوتهم بالتأكيد سيمكن الفلول من الفوز - فهم من يملكون النفوذ والإتصالات والمال لشراء الأصوات وحشد أنصارهم بالآلاف فى السيارات - وبعدم ذهابنا يترك لهم الساحة - إننا بذلك أعطيناهم فرص ذهبية للعودة لمجلس الشعب وإفساد حياتنا مرة أخرى
هل بعد ذلك يحق للمواطن الغلبان أن يشكو من الفقر والمرض ؟ كيف وقد جاءته الفرصة بين يديه ثم تقاعس وبقى فى بيته ؟
ماذا تقول عن شعب ينزل لينتخب فقط خوفاً من الغرامة المالية ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق